في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


لم يكن يسمح له بأن يفارقهم . 
يعاني من عقدة الذنب و تأنيب الضمير التي تزداد يوما بعد يوم فهاهو يقع في الفخ تماما مثل أخاه و تلك الفتاه التي كان ينعتها باسوء الصفات هي الآن مالكة ذلك القلب اللعېن الذي لا يعلم كيف وقع لها بتلك الطريقه!
نعم اعترف بأنه احبها و إلا لما ستنهش قلبه الغيرة من مجرد كونها مع مروان في مكان واحده . يشعر بأن هناك طوق ملتف حول رقبته ملغم بجمرات ملتهبه أولها ذنبه و آخرها عشقه الملعۏن لها! يري الحياة أمامه سوداء قاتمه لا يعلم اي طريق عليه أن يسلك حتي يعيد سفينته الي طريقها المنشود

رنين هاتفه أخرجه من شروده فقام بجلبه و الإجابه بصوت باهت لا روح فيه 
آلو 
المتصل علي الطرف الآخر 
سليم الوزان معايا
ايوا انا . مين معايا 
حضرتك احنا مستشفي .. اخت حضرتك عملت وهي دلوقتي في اوضة العمليات ..
أخذ يتلفت يمينا و يسارا كطفل تائه يبحث عن وجهه آمنه ترشده الي طريقها و داخله يتضرع الي ربه بأن يحفظها و لا يريه بها أي مكروه فهذه المرة لن يستطيع إحتمال ألم الفراق فسيسقط قلبه صريعا قبل جسده .
كان ينظر إليها بعينين تفيضان بحب لم تفصح عنها الألسن ولم تفطن له القلوب بعد . كان هناك شعور قوي يتوغل إلى أعماقه شعور يخصها وحدها بالرغم من قله اللقاءات بينهم إلا أن القدر دائما ما يلقي بها في طريقه خاصة و هي في قمة ضعفها الذي يتسرب الي داخله فيوقظ به غريزة الرجل في حماية أنثاه
انتي طلعتيلي منين وايه حكايتك 
كان ناقصني مشاكل في حياتي عشان تظهريلي انتي و الغريب اني سايب كل حاجه و قاعد جنبك !
أخذ جرعة كبيرة من الهواء داخله و تابع النظر إليها قائلا 
حاسس اني اعرفك من زمان يا حلا .. 
تابع ترديد اسمها من بين شفتيه و كأنه يتذوقه 
حلا .. اكتر حد قابلته اسمه لايق علي ملامحه و كأنه متفصل عليه. حلا وانتي حلا و أكيد ظهرتيلي عشان تحلي حياتي بوجودك .
دكتور ياسين !
تجمد للحظات بمكانه بينما عيناه التقت بخاصتها في لحظه خاطفه تجاوزها بثباته المعهود و سرعان ما استعاد رباطة جأشه و هب من مقعده يرسم ملامح السخرية علي ملامحه و تجلي ذلك بصوته حين قال 
أخيرا فوقتي . يا اكتر بيحب المصاېب شفته في حياتي 
جعدت ما بين عيناها و أخذت تنظر حولها ثم استقرت نظراتها فوقه و هي تقول بعدم فهم 
هو حصل ايه و ايه الي جابني هنا 
رق قلبه لحالها و ضياعها الباد في عيناها و إن كان أخذ منحني الھجوم قبل قليل فذلك عقاپا لها علي استيقاظها في لحظه ضعف خاصة به. لذلك أجابها بلهجه هادئه لم تخلو من التوبيخ حين قال 
انتي عملتي كبيرة و الحمد لله ربنا نجاك. 
تمتمت بخفوت 
حاډثه
ياسين بتوبيخ
و مستغربه كدا
 

تم نسخ الرابط