في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


يتخطبوا دلوق . الكلام دا يبجي لما يتموا السن الجانوني..
لم يجد بقلب والده مثقال ذرة من الرحمه و قد هاله الإصرار و التصميم الذي يغلف ملامحه فهب واقفا في مكانه و هو يقول بصرامه
وانى مش موافج يابوي. و إن كان عالمال و الارض ميلزمونيش. بناتي اغلي من كنوز الدنيا كلاتها.
فجأة دارت الأرض تحت أقدامه حين هوى والده بصفعه قويه تركت بصماتها على قلبه و كبرياءه و خاصة حين قال 

يظهر أن جعدتك في البندر نستك عاداتنا و تجاليدنا. بس اني هفكرك بيهم. و خليك فاكر انك لو خرچت عن طوعي يبجي ملكش حاجه عندينا لانتا ولا بناتك. و هحرمك من كل حاچه. 
كانت قساوة والده شئ ليس بالجديد ولكن تلك المرة نال من اغلى شئ عنده لذا قال بتصميم 
يبجي تعتبر انك مخلفتك غير وفيج. و خرچني من حساباتك. وأني الي مش عايز حاچه منيكوا..
هنا تدخل وفيق الذي كان يرمق أخيه بنظرات ساخطه لعصيانه الدائم لهم 
ايه الحديت الماسخ دا يا محمود هتعصي ابوك و لا اي
محمود بخيبة أمل 
كفاية انت بتطيعه يا وفيج! اني ههملكوا البلد كلاتها و ارحل انا و مرتي و بناتى. مبجاش لينا حاچه اهنه.
تقدم الي باب الغرفه و ما ان هم بفتحه حتي استوقفته كلمات والده الغاضب
تلاته بالله العظيم يا محمود لو ما رچعت عن الي في دماغك ده ما هتردد ثانية انفذ الي جولته. و هتلاجي نفسك محلتكش حاچة. فكر زين يا ولدى و خد جرارك.
لم يلتفت محمود ولكنه تفاجئ بيد صغيره لطفله جميلة لم تتجاوز الثلاثة عشر عاما تمسك بيده قائلة بجزع مما يحدث
هو في ايه يا بابا جدو ماله بيزعق ليه 
نظر إلي فرح بحزن تبدد في لحظه و تحول لڠضب حارق حسن قال مشددا علي كلماته
يالا يا فرح عشان نجهز قدامنا طريق سفر طويل. 
فرح ببراءة
احنا مسافرين فين يا بابا 
الټفت محمود ينظر بتحدي يشوبه خيبة أمل كبيرة 
راجعين بيتنا. معدش لينا مكان و لا أهل هنا 
استفاقت فرح من شرودها في تلك الذكرى البعيدة فوجدت نفسها علي رأس مثلث النظرات المتبادلة بينها و بين كلا من ياسين و سالم الذي قال بصوته الفظ 
مواعيدك مظبوطه يا دكتور ياسين. اتفضل 
ياسين بتحفظ
أشكرك يا سالم بيه.
القي ياسين عليها ابتسامه دافئه تذكرتها بعد كل تلك الأعوام الطويله بالرغم من تحول ملامحه تحول جذري فقد تغير من مراهق خجول الي رجل جذاب بكل ما تعني الكلمه و لكن تبقي ابتسامته مطمئنه مثلما كانت.
حياها بلطف قبل أن يتوجه مع سالم الي الداخل و الذي كان هو الآخر يقاتل بضراوة ألم قاټل بنكهة غاضبة ضړب أنحاء صدره پعنف و هو يرى تلك النظرات المتبادلة بين الثنائي فمنذ أن عرفها لم يرى تلك النظرات بعينيها كانت تبدو ضائعه متأثرة لا يعلم بالضبط ولكنه غاضب حد الألم. و كعادته بدا صارما متجهم الملامح ثابت الخطى. يتجاهل ألمه ببراعة مثلما تجاهلها فلم تظفر بلمحه من عينيه و هو يتوجه مع ياسين للداخل تاركا إمرأة محطمة لم يكن ينقصها سوي أصفاد الماضي الڼارية حتي تجهز علي ما تبقي منها..
في الداخل كانت تجلس بخجل كبير منعها حتي من الإلتفات اليه حتي و إن كان هناك شوق كبير يجبرها علي اختلاس النظرات منه منذ أن اجلسها سليم إلي جانب والدتهم التي لا تعلم عدد المرات التي شكرته بها علي إنقاذ حياة طفلتها 
اي حد مكاني كان هيعمل كدا. انا معملتش في واجبي . 
امينه بوقار
انت راجل محترم و من اصل طيب يا ابني ربنا يوقفلك ولاد الحلال 
تدخل سالم مقاطعا حمله الامتنان التي شنتها والدته منذ أن دخل منزلها قائلا بفظاظه
انت اساسا من اسماعيله يعني عيلتك و اهلك من هنا 
كان يشعر بنفور متبادل بينهم فتحدث بلهجه صلفة
اهلى و عيلتي من المنيا. و أرضنا و كل حاجه هناك .
لم تعجبه نبرته و لكنه تابع بفظاظته المعهودة
و ايه اي جابكوا هنا
تجاهل ياسين عجرفته وقال بعجرفه
نصيبنا.
تدخل سليم لتهدئه الاجواء التي تلبدت حولهم فجأة قائلا 
 

تم نسخ الرابط