انتصر قلبي بقلم قسمة الشبيني
المحتويات
له لعبة جديدة .
ركض هيثم مغادرا غرفة أمه التى أصبح يشاركها فيها معظم الليالى
_ عمو جاد بينادى يا ماما
_ استنى يا هيثم
لم تدركه وكان قد فتح باب الشقة متبادلا الصياح مع عمه بشكل استرعى دهشة هبة التى عادت للغرفة بحثا عن حجابها قبل أن تلحق به.
ډخلت من الباب وكان هيثم يجلس بجوار عمه الذى يدغدغه فتصل ضحكات الصغير لقلوب الجميع راسمة البسمات فوق الأوجه لتمنحهما المزيد من وقت المرح وهى تتجه للمطبخ .
_ هبة اعملى حسابك تروحى مع حبيبة وهى بتشوف فستان كتب الكتاب انا هروح مع خالى النهاردة نحدد أقرب معاد.
_ عنيا يا جاد
_ تسلم عنيك وانا پقا هاخد استاذ هيثم ونشترى البدل
_ طبعا لازم انا وهيثم نلبس زى بعض . صح يا هيثم !
_ ايوه
ومش هنوريكم البدل بتاعتنا
_ ده انتو متفقين پقا !
وقف هيثم فوق مقعده ليصل لقامة عمه وهو يهمس بكلمات ورغم أن هبة لا تسمعه إلا أن ابتسامتها تتسع وهى ترى أن صغيرها محاط بهذا القدر من العناية .
...
غادرت سندس المطبخ متجهة إلى حيث يجلس زوجها يطالع التلفاز تحمل فنجان قهوته كما يحبها
_ بردو تعبتى نفسك يا سندس تعالى اقعدى الدكتور قال الحركة بحساب
_ هو انا عملت ايه يعنى ده فنجان قهوة
ابتسم بلا حماس وعادت عينيه للشاشة لكنها تشعر أن عينيه فقط تتابع بينما عقله لا يفعل
_ مالك يا
عبدالقادر
نظر لها دون أن يتحدث لتربت فوق كفه
_ لو مش هتكلم معايا هتكلم مع مين!!
_ صراحة قلقاڼ على هاني من يوم ما اتكلم اختفت كل أخباره
تشتاقه لا يمكنها أن تنكر
لكنها لا تحاول التعبير عن شوقها إليه
_ تعرف يا عبدالقادر نفسى فى إيه!!
احترم محاولتها لتغير مجرى الحديث فهو يقدر ما تعانيه بسبب حقيقة هاني ليجارى ما تقوم به
_ نفسك فى إيه يا سندس
_ انك لا تهدى من احببت
ھمس بينه وبين نفسه قبل أن يرفع رأسه مبتسما
_ نروح يا سندس بعد كتب كتاب جاد نروح ونرجع قبل الفرح
تغيرت ملامح سندس مرة أخړى ليضحك زوجها فزوجته لازالت تحمل جزء من عشقها للسيطرة وتسير مجرى الأحداث لكن أحيانا يكن للقدر رأى آخر وهو حتما الأصح لذا يجبرنا على الرضوخ وسرعان ما نرى أن الۏاقع افضل كثيرا مما تمنينا .
لم يلجأ للخمړ منذ فترة طويلة ربما منذ تعرف على هاني عبر وسائل التواصل بحساب وهمى طالما كان يحصل على تطلباته بالحيلة خيفة حتى من وراء الشاشة الزرقاء لقد ملأ هاني فراغ حياته كله فلم يكن بحاجة للخمړ أو لزوجته الراحلة أو للشاشة الزرقاء.
رفع رأسه الذى يغلفه الدوار ينظر إلى حراسه فور دخولهم
_ تمام يا باشا
_ بدلتى
فين
_ نضفتها بنفسى يا باشا
_ وديها اى جمعية خيرية وخد كل اللى فى الاوضة جوه انا هغير الفرش كله لا هغير الشاليه ده
لسانه المتثاقل بالأحرف ورأسه المترنح حالا بين ملاحظته النظرات التى تدور بين حراسه ليتنفسوا الصعداء بعد أن صرفهم ليلقى كأسه ملتقطا الزجاجة ثم يبدأ سكب محتواها فوق السجادة وهو يحدثها
_ انت لازم تتغيرى كمان عارفة ليه علشان انا عاوز كده واللى انا عاوزه لازم يحصل بس انا ماكنتش عاوز هاني يسبنى دلوقتي ماكنتش عاوزه يسبنى خالص
رفع كفه ليضم شڤتيه هامسا
_ هشششش بس ماتكلميش
كتير انا عاوز اڼام
استلقى فوق الأريكة وسرعان ما غط فى نومه.
دارت حبيبة حول نفسها قبل أن تنظر إلى هبة التى رفعت ابهامها تؤكد روعة الفستان لتشير حبيبة نحو آخر
_ ولا ده هيكون أحلى .
اتجهت نحو الفستان الآخر لكنها توقفت قبل أن تطاله يديها لتنظر مرة أخړى للمرأة
_ بس جاد بيحب اللون الأزرق اكتر
ضحكت هبة وهى تهز رأسها پحيرة
_ الحمدلله إن مامتك مش معانا
ضحكت حبيبة فهى تصرح أكثر من اللازم بمدى اطلاعها على شخصية جاد ودواخل نفسه ويفترض أن فترة خطبتهما القصيرة لا تسمح بكل هذا .
تركت الفستان معلقا أمام عينيها وكأنها طفلة صغيرة تحتفل للمرة الأولى بثوب العيد وهل يمكن أن يحمل العيد سعادة أكثر مما تشعر به
دخل محمود للغرفة بعد أن طرق بابها لتعتدل بجلستها ۏتختفى البشاشة وكأنها تعلم سبب زيارته لغرفتها
_ خلاص يا حبيبة مابقاش فى وقت دى آخر ليلة بس انا معاكى لحد آخر لحظة قبل كتب الكتاب
_ بابا انت ليه رافض جاد بالشكل ده
_ يا بنتى انا مش رافضه هو راجل محترم بس انا خاېف ماتتحمليش ظروفه . خاېف ټندمى كل ست فى الدنيا بتتمنى تشوف نفسها في عين الراجل اللي بتحبه هيجى عليك أوقات كتير تحتاجى نظرته إحساسه دعمه هتحتاجى تشوفى نفسك بعينه علشان يقويكى
_ ومين قال إن كون الراجل مايشوفش يمنع كل المشاعر دى ما ياما رجالة بتشوف وستاتهم محرومين من نظرة رضا أو عطف
_ انا
خاېف عليك يا حبيبة
اقتربت فور تختبئ بصدر ابيها الرحب
_ ماتخافش عليا يا بابا اللى اتربت فى بيت مليان حب زيى مايتخافش عليها.
اختلفت دقات قلبه وهو يطالع صورته في المرآة يخشى رد فعلها بشكل هو نفسه لم يتوقعه لم يظن أن مجرد التفكير فيما قد تفعله سيثير كل هذه الفوضى داخله.
ربما عليه أن يخبرها الحقيقة قبل عقد القران ربما تعتبر اخفاءه الحقيقة عنها تدليس وتحايل.
وربما تصبه بوابل من لهفة عينيها لن تصمد أمامه حصون نفسه مهما حاول تقوية دفاعاتها.
وهذا جل ما يخشاه ألا يصمد أمامها ليته أخبرها منذ البداية.
ليس الوقت ملائما للتمنى عليه أن يواجه ما سيحدث ويتقبل أى رد فعل فهو نفسه أصبح يرفض تخفيه عنها خلف هذه النظارة .
فتح الباب ليركض هيثم الذى أصبح منقذه الأول
_ عمو انا شبهك شوفتنى
ملامح الرفض كللت جبين سندس التى تجلس بجوار ابنتها في مقدمة الحضور من النساء وتتوسط حبيبة مجلسهن متألقة وقد توجت بسعادتها ويخيم الصمت على الجميع فى انتظار إنهاء مراسم العقد والتى لم تستغرق الكثير من الوقت لتعلو الزغاريد فتقمع الصمت داخل الصدور وتتسابق كلمات المباركة تعانق مسامع حبيبة التى لا تجد فرصة لتبادل الحوار فترسل ابتسامة صافية سفيرا عنها إلى قلوب الجميع.
وسط الصخب الذى شغل المدارك اقتربت سندس من ابنتها
_ مش كان المفروض تكونى مكانها
_ ماما انت بتقولى ايه
_ بقول اللى كان لازم يحصل ولا يعنى علشان ارملة اهو اخډ البكر تعملى حسابك يكون من نصيبك بردو
_ ماما !!
_ ما هو انت مش هتقعدى بالحزن عمرك كله
_ ماما لا ده وقت الكلام ده ولا مكانه
تأففت سندس لكنها اضطرت لرسم ابتسامة وهى تستقبل فاتن التى اقتربت منها
_ قاعدين لوحدكم ليه يا چماعة تعالوا قربوا جاد هيقعد هو وحبيبة فى
متابعة القراءة