ما هو اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى ؟
قال ابن القيم رحمه الله:
” اسم ” الله ” دالٌّ عـLـي جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث ” ##
انتهى من ” مدارج السالكين ” ( 1 / 32 ) ##
والدلالات الثلاث هي: المطابقة والتضمن واللزوم ##
فلما كان بهذه المثابة، كان الدعاء به أفضل، وكانت الإجابة أجدر، ثم ينظر في دعوة السائل وما يقارنها ويحيط بها، من الإخلاص وحضور القلب، وعدم |لاcــتد|ء في الدعاء، والإلحاح فيه، وغير ذلك من أسباب الإجابة، وموانعها أيضا ##
وينظر جواب السؤال رقم: (5113) لمعرفة أسباب إجابة الدعاء، وموانعها ##
وإجابة الدعاء إنما تكون بإحدى ثلاث: إما أنْ يعجِّل الله له دعوتَه، وإمَّا أنْ يدَّخر له من الخير مثلها، وإما أنْ يصرف عنه من الشرِّ مثلها ##
انظر السؤال رقم: (207858) ##
فلا يلزم من قوله ( إذا دعي به أجاب ): أن يُعطى الداعي ما دعا به في الحال ؛ بل الأمر عـLـي ما تقدم: إما أن يعطى مسألته، أو يدخر له من الخير، أو يصرف عنه من الغضب ##
ثالثا:
ليست معرفة اسم الله الأعظم خاصة بالخواص من أولياء الله والصالحين من عباده، بل قد يفتح باب المعرفة، والسلوك في ذلك لآحاد المؤمنين، وعامتهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النـLر إلا وقد بين لكم ) ## رواه الطبراني في “المعجم الكبير” (1647)، وصححه الألباني في ” الصحيحة ” (1803) ##]
والمسلم يسأل الله حاجته، ويلح عليه في السؤال، ويحسن الظن به، ويأخذ بأسباب الإجابة، ويتوكل عـLـي ربه، ويرضى بما قسم له، ولا حرج في أن يدعو العبد ربه أن يفتح له باب المعرفة والدعاء باسمه الأعظم، ويتقبل ذلك منه ؛ وإن كان ينبغي له ـ أيضا ـ أن يدعو الله بأسمائه الحسنى عامة، ويتخير منها ما هو لائق بحاجته ومسألته ؛ وقد قال سبحانه: ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) الأعراف/180، وقال عز وجل: ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) الإسراء/110 ##
” يقول تعالى لعباده: (ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ) أي: أيهما شئتم. ( أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى) أي: ليس له اسم غير حسن، حتى ينهى عن دعائه به، فأي اسم دعوتموه به، حصل به المقصود، والذي ينبغي أن يدعى في كل مطلوب، مما يناسب ذلك الاسم ” ##
انتهى من ” تفسير السعدي ” (ص 468) ##
فانشغل بالدعاء، وألح في الطلب، وتقرب إلى الله بالطاعة والذكر، وخذ بأسباب إجابة الدعاء، واحذر موانعها، واسأل الله بأسمائه وصفاته: يستجب لك بإذن الله، ويعطك سؤلك ##
والله أعلم ##