لماذا أمرنا الرسول ﷺ بغسل البراجم وحلق العانة ونتف الإبط ؟
فقد سن النبيُّ صلى الله عليه وسلم للمسلم حلق عانته، ونتف إبطيه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الآباط. رواه الجم١عة. والمراد بالفطرة هنا: أن هذه الأشياء إذا فعلت، اتصف فاعلها بالفطرة، التي فطر الله عليها عباده، وحثهم عليها، واستحبها لهم؛ ليكونوا على أكمل الصفات، وأشرفها صورة، وقال البيضاوي في الفطرة: هي السنة القديمة، التي اختارها الأنبياء، واتفقت عليها الشرائع، فكأنها أمر جبلي، ينطوون عليها.
والمسنون في إزالة هذا الشعر هو: النتف للإبط، والحلق للعانة، وبأي شيء أزاله، صح؛ حيث إن الغرض هو إزالة هذا الشعر، فمن لم يقوَ على نتف الإبط، جاز له الحلق بالموسى، أو غيره.
ويجوز إزالة شعر العانة بالنورة، والموسى، وغير ذلك.
والسنة أن يفعل ذلك كل أسبوع، وأن يكون يوم الجمعة؛ حيث إنه يوم اجتماع للمسلمين.
ولا ينبغي أن يؤخر عن أربعين يومًا، فقد ثبت عن أنس -رضي الله عنه- أنه قال: وُقّت لنا في قص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة، أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة. رواه مسلم.
فقد روى مسلم عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ ـ قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ، زَادَ قُتَيْبَةُ، قَالَ وَكِيعٌ: انْتِقَاصُ الْمَاءِ: يَعْنِي الِاسْتِنْجَاءَ.
والمراد بغسل البراجم تنظيف المواضع التي يتجمع فيها الوسخ، وأصل البراجم العقد التي تكون على ظهور الأصابع، ففي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ غَسْلُ جَمِيعِ عُقَدِهَا مِنْ مَفَاصِلِهَا وَمَعَاطِفِهَا. انتهى.
وفي نيل الأوطار للشوكاني وهو يبين المراد بالبراجم قال: وَهِيَ عُقَدُ الْأَصَابِعِ وَمَعَاطِفُهَا كُلُّهَا وَغَسْلُهَا سُنَّةٌ مُسْتَقِلَّةٌ لَيْسَتْ بِوَاجِبَةٍ، قَالَ الْعُلَمَاءُ: وَيُلْحَقُ بِالْبَرَاجِمِ مَا يَجْتَمِعُ مِنْ الْوَسَخِ فِي مَعَاطِفِ الْأُذُنِ وَقَعْرِ الصِّمَاخِ فَيُزِيلُهُ بِالْمَسْحِ وَنَحْوِهِ. انتهى.
وليس هناك تحديد مدة لغسلها كما هو الحال في الاستحداد حسب اطلاعنا.