وهو يعلم انه لن يرفض طلبا لعلي ولصديق علي
لحقت خطاه السريعه وهى تجاهد ...بعد
ان حرر يدها اتجه الي سيارته وتركها لتلحقه وهى ركضت خلفه ...كان منزعج بدرجه كبيره فمواجهته مع محمد كانت قاسيه علي الجميع وبالاخص علي نور ...لو فقط يسمح لها بمواساته او التخفيف عنه ....اغلق باب سيارته خلفه ووضع رأسه يغطى بها كفاها التى امسكت بالمقود وفريده لحقته بهدوء شديد وجلست صامته الي جواره ....شجعت نفسها ومدت كفها تملس علي شعره في حركه اشتاقت لفعلها منذ عودته ولدهشتها لم يتصلب تحت لمستها او ينتفض كما اعتاد ان يفعل مؤخرا بل استسلم لضرباتها الحانيه البطيئه المتتاليه التى كانت تمسح شعره ....استسلامه وعدم نفوره شجعاها علي الكلام ...همست بصوت بالكاد يكون مسموع ... تسمح لي اسألك سؤال ... ليه رافض جواز محمد ونور .... استمر يخفي وجهه للحظات وهى تصلبت يدها علي شعره وانتظرت ثورته لكن لدهشتها رفع رأسه فجأه فسحبت كفها علي الفور ..ركز نظراته علي وجهه ثم قال ... بسببك
انها الاجابه التى توقعتها تماما ..اذن لماذا شعرت بكل ذلك الالم عندما فقط نطق حروف الكلمه التى كانت تعلم انه سيقولها...كيف سيتحمل ضميرها كل تلك الاوزار ... انها السبب المباشر في تعاسة محمد ونور وعمر شخصيا من قبلهما ...لو كان الاڼتحار يسمح به شرعنا لكانت اڼتحرت الان بكل سهوله لكنه محرم وهى لا تستطيع ان ټموت كافره....والمها تجسد جليا علي وجهها وشعر به عمر ...المها لمس قلبه ومزق اوتاره الواحد تلو الاخر ..انه لم يكن يقصد المعنى الذى فهمته ...انه لم يكن يرفض بسبب شخصها او لانها شقيقة محمد ...لا بل كان يرفض بسبب حبها ...الحب الذى علم عليه لسنوات والمه بشكل تعجز الكلمات عن وصفه اراد تجنيب نور الما مثله ...لم يكن يبعدها عن محمد لانه شقيق فريده بل كان يبعدها عن شخصا تحبه حتى ذابت فيه وتخطت كل الحدود ....اراد لها حبا اخر هادىء ...اخف في الاشتعال واللهيب فلا يحرقها كما احترق هو من قبل
اما فريده فقطعه من قلبها ماټت بالفعل مع كلمته ...عقابه هذه المره فاق أي عقاپ سابق عرفته ...بكلمه واحده فقط هدمها من اعماقها ...حسرتها انطقتها اخيرا ...قالت بمراره ... من ناحيتى اطمن ...وافق عشان خاطرهم هما مالهمش ذنب ...مش من حقك تحرمهم من حبهم وانا هريحك خالص
البعثه قربت واوعدك مش هرجع مصر بعدها ابدا ....رحلتى لامريكا رحله في اتجاه واحد ....
الفرحة التى شعر بها بمجرد توقيعه علي العقد لا يمكن وصفها بالكلمات ... انتفخت اوداجه وناطح رأسه السحاب ...فتحت أي ظرف هما يستحقان الاحتفال .. بمجرد ان سقط قلمها من يدها علي قسيمة زواجها حتى ارتعشت پعنف وتبادل عمر واحمد النظرات بقلق فنور كانت علي وشك الاڼهيار التام ... احمد اخبره بصوت حازم ان يخرج زوجته من هنا في الحال وهما سيهتمان بالباقي ... جرة قلم وزوجتك نفسي في وجود الشهود جعلت من حبيبته زوجته ...فقط مراسم لمدة نصف ساعه غيرت حياتهما معا الي الابد .
مشاعر غريبه انتابتها وهى تجلس الي جواره ..لاول مره تكون في سيارته ..كانت ټصارع العديد من المشاعر التى ټتشاجر بداخلها ... في البدايه كانت مخډره ثم مترقبه وسعيده والان بدأت في الشعور بالخزى انها تزوجت سرا بدون علم اهلها هل سيقدر لها محمد ذلك ام سيعايرها يوما ... نكست رأسها فهى الان بدأت بالشعور بفداحة ما فعلت وكأن محمد علم بما تفكر فأوقف السياره فجأه بفرمله رهيبه كادت ان تقلبها ..نظرتها قټلته... ما سيقوله الان سوف يحدد شكل علاقتهما الي الابد ... نور قدمت تضحيه كبيره عندما طاوعته في جنونه ولذلك لابد وان يشعرها بتقديره لفعلتها ..لا يمكن ان يسمح لها بالشعور بالعاړ فما فعلته كان صحيحا تماما ولا يقلل من قدرها ابدا بل يرفعها في نظره لدرجه لا تتخيلها .. هى اثبتت حبها المطلق اللامشروط ...مجددا اولاد خالته منى يثبتون حبهما الخيالي فعمر تخلي عن كليته لاجل فريده والان نور فاقته وتخلت عن نفسها بالكامل ....الان دوره هو لاثبات حبه ... ليعلمها انها لم تضحى هباءا ولكنها بفعلتها تلك ملكت كل حواسه الي الابد سيقضى عمره يشكرها ويدللها ويعوضها ما تخلت عنه بزواجها منه سرا.. يكفيها ان تطلب من غريب ان يكون وكيلها وتضحى بعلاقتها بعمر وربما الي الابد ...سيكون لها الاب والاخ والزوج والحبيب ...
رفع ذقنها بلطف لتواجه عيونه ...امرها بصوت لطيف ولكن صارم ... اياك اشوف النظره دى في عيونك تانى ...انتى غاليه اوى وقيمتك عندى مقدرش اوصفها بالكلمات ...اوعى تفتكري ان اللي احنا عملناه ده قلل من قيمتك بالعكس ...هتعرفي قيمة اللي انتى عملتيه مع الوقت يا نور ...حبيبتى انا عملت كده لاجبار عمر ووضعه امام الامر الواقع لكن صدقينى انا هعملك فرح