يُحكى أن شيخاً (يذكر أن أسمه العود السعيدي)
أنت لست ابنا لهذا الرجل بل أنت أخي أنا !!
فقال له الصبي وكيف أصبحت أخا لك وأنا لم أشاهدك في حياتي قبل هذه المرة
فقال الرجل لا تستعجل فسأخبرك بذلك في حينه.
وبعد ساعة من الزمن جاء أبو الصبي يريد أخذ ابنه من عندهم لأنه كان يتتبعه ولكن الأخ الأكبر قال له هذا ليس ابنك أيها الرجل!! بل هو أخي.
فقال الأخ الأكبر لن أتركه لك إلا بعد أن نتقاضى ونحتكم عند أحد الشيوخ فإن كان ابنك فخذه وإن كان أخي سآخذه أنا ولنلتقي غدا في بيت الشيخ الحكيم من قبيلة بني فهم فهل ترضى به حكما بيننا
فقال الرجل ونعم الشيخ هو نعم رضيت به حكما.
فقال لهم الحكيم لن أحكم بينكم قبل أن أقدم لكم واجب الضيافة أولا وأريد من الصبي أن يأتينا بخروف من بين غنمي نطهوه للعشاء من بين الرعية التي خلف هذا الجبل بشرط أن لا تراه ابنتي الراعية وأن لا تحس به.
وفي ساعات المساء وبعد أن تناول المختصمون عشاءهم عند الحكيم عادت الفتاة الراعية ومعها أغنامها إلى البيت وهي تندب حظها لضياع الخروف فسألها الحكيم الفهمي على مسمع من ضيوفه ما بالك يا بنتي
فقال لها وكيف ضاع منك هل أكله الذئب
فقالت لا بل سرق.
فقال لها وهل رأيت الذي سرقه
فقالت لا ولكنني عرفته
وفي رواية اخرى يروى أنها قالت لا ولكني قصيته.
فقال لها كيف عرفته ولم تبصره عيناك
فقال لها أبوها وكيف استدللتي على ذلك
فقالت إن أثره صغير كأثر صبي لم يبلغ بعد.
فقال أبوها حسنا ولكن كيف عرفت أنه ابن شيخ هرم
فقال لها الشيخ اذهبي الآن يا ابنتي وسنبحث عن الخروف فيما بعد.
ثم نظر إلى ضيوفه وقال لهم هل سمعتم ما قالته الفتاة
فقالوا نعم سمعنا.
فقال الشيخ وبذلك تكون قد حلت القضية فأما أنت أيها الرجل فالصبي ليس ابنا لك وأما أنت أيها الصبي فالحق بإخوانك وعد إلى أهلك وبهذا أكون قد حكمت بينكم.
وبذلك تكون فراسة الفتاة البدوية العربية حكما فطريا أنقذ الصبي من ظلم أبيه المزعوم وأعاده إلى حضڼ إخوانه الذين فرحوا كثيرا بعودته إليهم .