رواية في قبضة الاقدار (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نورهان العشري
المحتويات
و المفروض انهم مش هيقولوا حاجه قدام الحاجه أمينه عشان ميخضوهاش و لما توصل هيقولولها أنها وقعت و كسرت أيدها و رجلها
فرح بحزن
لا حول ولا قوه الا بالله
العلي العظيم. ربنا يشفيها يارب . طب طمنيني الحاجة امينة عاملة معاكي ايه
والله يا فرح مش هتصدقي بتعاملني احسن معامله.
فرح باندهاش
و دا من امتا
أخذت الفتاتان تتبادلن أطراف الحديث و ما أن لمحته فرح قادما بهيبته و هيمنته التي تبعث شرارات قويه تجتاح سائر جسدها محدثه ذبذبات قويه بداخلها حتي أغلقت الهاتف مع جنة و ما أن وصل إليها حتي قال بخشونه
اخيرا خلصنا .
جاء صوتها قلقا علي غير عادتها
تبدل جموده الي قلق كبير إرتسم بعيناه و تجلي بلهجته حين قال
حصل ايه انت كويسه حد ضايقك
اهتز قلبها بقوة داخلها حين لمست اهتمامه الكبير و لكنها لم تزيد من قلقه بل تابعت بخفوت
انا كويسه . الموضوع ميخصنيش . دي حلا..
قاطعها سالم بخشونة
مالها حلا
فرح بتمهل
تجاهل حديثها و قام بجراء عدة اتصالات منها للإطمئنان عليها و منها لترتيبات عودتهم باقصي سرعه و في اقل من ساعتين كانت تستقل الطائرة بجانبه عائدين وقد كان متجهم الوجه و عيناه جاحظة يرتسم بها الجمود و قد ذكرها ذلك بيوم الحاډث المشئوم فوجدت نفسها تحادثه بلهجة رقيقة مطمئنه
التفتت عيناه تناظرها بغموض لم تعرف كنهه و لكن جملتها جعلت ملامحه ترق قليلا و بددت قتامه عيناه و بعد لحظات من الحديث الصامت بين عينيهم اومأ برأسه و تمتم بخفوت
أن شاء الله
أن لا تجد أحد يحارب من أجلك في هذه الحياة لهو شعور قاس ذو نكهه مريرة يشبه وحشة نبات صبار حزين يخشي الجميع عناقه.
كانت سما تدور بغرفتها كالمجنونه ترفض كل ما يحدث حولها فرؤيتها لتلك الفتاة برفقة مروان كان أكثر ما يمكن احتماله فقد كانت تتحدث معه كما لو أنهم اصدقاء قدامي و قد قضوا اليوم بأكمله سويا بينما هو يعاملها أسوأ انواع المعاملة و لا تعلم السبب تشعر بالنبذ من جانب الجميع و كانها نبات شيطاني لا يرغب أحد بالاقتراب منه.
حلا عملت حاډثه و أيدها و رجليها اتكسروا و هتبات في المستشفي النهاردة . اتمني انك تكوني فرحانه بالي عملتيه .
شعرت بالألم يعتصر قلبها ندما علي ما فعلته في صديقتها الغالية بغبائها و خرجت الكلمات حزينة منكسرة من بين
مروان ارجوك بلاش اسلوبك دا انا ھموت من القلق عليها . ارجوك لو بتقولي كدا عشان توجعني انا فعلا
ھموت من تأنيب الضمير.
مروان بسخرية مريرة
ايه دا عندك ضمير زينا و دا من امتى
صړخت باڼهيار نابع من قلب محترق
حرام عليك بكل أسلوبك دا. بقولك هتجنن عليها . اقولك انا جايه بنفسي اطمن عليها
صړخت بها غاضبا
أياك .
أياك يا سما تخرجي في وقت زي دا و الا هاجي اكسر دماغك فاهمه و لا لا .
صدمها رده و لكنها كانت تريد الإطمئنان علي حلا لذا قالت بتوسل
طب حاضر . هسمع كلامك . بس طمني علي حلا
مروان و قد لانت نبرته قليلا
كويسه زي ما قولتلك. كسر في أيدها و رجلها و كدمات بسيطه. الحمد لله ربنا سترها.
تنفست الصعداء حين سمعت حديثه و لكنها تابعت برجاء
طب ممكن اسمع صوتها
مروان باختصار
نايمه
لم تسنح لها الفرصة للحديث فقد تابع بسخرية
علي فكرة مرات خالك متعرفش ابقي روحي قوليلها بقي عشان يجرالها حاجه و تبقي كملت مانا عارفك بټموتي في عمل الخير قد عنيكي ..
شعرت بإهانه كبيرة اخترقت أعماق فؤادها من حديثه و تجلى ذلك في نبرتها التي بحها الألم حين قالت
شكرا انك طمنتني علي حلا . و اطمن مش هقول لحد حاجه. انا مش وحشه اوي كده.
شعر بأنه آلمها و لكن لم يكن بيده فقد تجرع بسببها شتي أن أنواع الألم و أقساها لذا خرج الكلام من فمه رغما عنه
أما اشوف اذا كنت هقدر اثق فيكي ولا لا
أجابته بحنق
انا مش واثق فيا انما الست جنة الي واقف تتساير معاها هي إلي ممكن تثق فيها مش كدا
لا يعلم لما شعر بالسعادة من حديثها لذا تابع مشددا علي كل حرف تفوه به
جنة ياريت الناس كلها زي جنة . دي الواحد يثق فيها و هو مغمض. مانتي شوفتي حازم باع الدنيا كلها و اختارها هي . سلام
كانت كلماته تتراشق في قلبها كالأسهم الڼارية التي كانت تحفر مكانها الما لا يحتمل جعل العبرات تنساب بغزارة من مقلتيها و صار صوت نحيبها يعلو كالأطفال.
و قد كانت همت تراقب ما يحدث بقلب
منفطر علي فلذة كبدها
متابعة القراءة