رواية في قبضة الاقدار (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نورهان العشري
المحتويات
كوب القهوة أمامها فشكرته بلطف و واصلت سرحانها غافله عن عينان صقرية كانت تتابع كل حركة تصدر عنها بل حتي أنفاسها كانت ترصدها. يعلم أنه كان فظا معها و لكنه وقع في فخ الغيرة الحمقاء حين وجدها تقف مع ذلك الرجل و تصافحه.
لو تعلم بأنه تمالك نفسه كثيرا و أن هذه الفظاظة كانت أقل شئ يمكن أن تراه من غيرته التي يشفق عليها منها.
بشرب قهوة
مطلبتيش منهم يجبولك اللي انتي عايزاه فوق ليه
فرح باختصار
من غير ليه
هو في حاجه اسمها من غير ليه
اه فيه
هكا أجابته باختصار بينما عيناها مازالت تتجاهله مما جعله يقول بتخابث
و دا بردو اللى هتقوليه لجنة لما تسألك عن سبب جوازنا!
نجح في جذب اهتمامها و جعلها تلتفت إليه باندهاش مما جعل بسمه ظفر ترتسم علي محياه جعلت دقات قلبها ټضرب پعنف و لكنها أتقنت تجاهل ما تشعر به و قالت ساخرة
تشدق ساخرا
طب كويس اني لفت انتباهك. فكري بقي و شوفي هتقوليلها ايه
كانت تعلم بأنه يغيظها ليس أكثر و لكنها بالفعل لم تكن تعرف ماذا ستقول لشقيقتها حين تسألها عن السبب في هذه الزيجة الغير متكافئة بالمرة و لكنها أرادت الآن أن تقتنص الفرصة فقالت بتحد
ما تقولي انت سبب اقولهولها
دي مشكلتك حليها بمعرفتك!
اغتاظت من حديثه و لكنها تابعت بتهكم
يعني بما انك هتتعرض لنفس النوع من الأسئلة أحب أعرف ردك هيكون ايه
اعتدل في جلسته فاردا ساقيه بكسل ظهر على ملامحه حين قال بلامبالاة
معتقدش اني هقدر أفيدك . خصوصا أن أسبابي مختلفة عن أسبابك
رفعت إحدى حاجبيها الجميلين و قالت بنبرة هازئه
فضول اعرفها.
سالم بسخرية
الفضول قتل القطة!
فرح بحنق
انا قولتلك قبل كدا انك مستفز!
لا قولتي تقريبا مغرور و بارد وووو تصدقي مش فاكر ما تقوليهم لي تاني كده عشان نستهم!
كانت ملامحه يظهر عليها الاسترخاء علي عكس ملامحها التي كللها الڠضب و لكنها لن تعطيه انتصارا آخر عليها لذا قالت ساخرة
اتسعت ابتسامته للحد الذي ادهشها فاردفت ساخرة
ايه عجبتك اوي كدا
قهقه بخفة قبل أن يقول
تعرفي انك اول حد يتجاوز معايا في الكلام بالشكل دا.
لمس حديثه شئ ما بداخلها و تبددت السخرية إلى اهتمام حاولت اخفاءه حين قالت بلهجه تحوي الاهتمام بين طياتها
كان بعينيه تعبير غامض و قال بصوت أجش
عمري ماسمحت لحد يتكلم معايا بالطريقة دي . دايما في حدود بيني وبين الناس كلها حتى أقرب حد ليا .
لا يجب علي الإنسان أن يقول أحبك كاعتراف صريح بالحب. أحيانا يوجد ما هو أروع من شفافية الحروف. كأن أميزك عن الجميع في الشعور و التعامل و حتى النظرات.
تقاذفت دقات قلبها پعنف داخلها و ودت لو تسأله و لما هي و لكنها كانت تعلم
بأنه لن يعطيها ما تريد سماعه لذا اكتفت بالتحديق مليا بعينيه التي كانت تخوض حديث خاص مع عيناها دام للحظات قطعة كلماته التي جعلت فكها يسقط إلي الأسفل من فرط الصدمة
ايه رأيك تقولي لجنة اننا حبينا بعض و قررنا نتجوز!
لا يعلم ما يحدث له و لكنه لم يستطيع الإنتظار حين شاهد شقيقها و الفتاة برفقته يجلسان في المقهى الخاص بالمشفى و فورا قادته قدماه إلي غرفتها يشعر بداخله بحاجة ملحة في الإطمئنان عليها و الحديث معها بداخله رغبة قوية في معرفة مايحدث معها فهي بكل مرة تكون حزينه استدعائه بطرق خفية ليكون حاضرا حتى شعر بأنه
من حقه أن يعلم سبب حزنها بتلك الطريقة.
وصل إلي غرفتها فوجد الممرضة تخرج من عندها فسألها بحرج
الآنسة حلا عامله ايه
كويسه الحمد لله..
تحمحم قبل أن يقول بحرج
هي نايمه ولا صاحيه
الممرضة
لا هي صاحيه.. حضرتك تقدر تدخل تطمن عليها مش انتي إلي جبتها هنا يوم
أومأ برأسه قبل أن يتمتم شاكرا لها وحين غادرت قام بالطرق علي باب الغرفة فأتاه صوتها الممتلئ بالخيبة و الحزن و كذلك كانت ملامحها حين أطل برأسه من باب الغرفة و لكنها سرعان ما تبدلت حين رأته و قالت بإشراق
دكتور ياسين .
تقدم تجاهها بعد أن وارب الباب قليلا و وقف بجانب سريرها قائلا باهتمام
عامله ايه دلوقتي
حلا برقة
الحمد لله احسن
ياسين بلطف
يارب دايما..
ميرسي. ..
هكذا أجابته بخجل لاق بها كثيرا فابتسم وهو يناظرها بصمت و كأنه يحفظ ملامحها بداخله و بعد لحظات قطع ذلك الصمت قائلا باهتمام
انا سألت الدكتور و قالي أن الشرخ الي في رجلك بالكتير شهر و يكون خف و تقدري تمشي عليها تاني
حلا بخيبة أمل
شهر شهر بحاله مش هقدر اتحرك ولا اروح في اي حتة.
كان يشاركها خيبة أملها و لكن حاول إخفاء ما يعتريه حين قال مشجعا
الحمد لله أنه شهر مش اكتر و بعدين هيعدي هوا متقلقيش .
ازدادت خيبة أملها و أومأت برأسها فلمس حزنها الذي آلمه فقال
متابعة القراءة