رواية عيناي لا تري الضوء بقلم هدير محمد

موقع أيام نيوز

" 9 الصبح هتكون هنا مش هتكون لسه بتصحى... ابقا عوّد نفسك تصحى بدري... سهلة اهي...

طب هعمل ايه دلوقتي ؟ 

" روح اوضة تغير الملابس بتاعت الرجالة... اغسل وشك وغَيّر هدومك وشعرك يرجع لوراء... معنديش موظف واحد في الشركة جايب شعره على جنب زيك... تمام يا زوج اختي المستقبلي ؟ 

تمام... 

قالها إلهان وهو بينفخ بضيق وخرج... ابتسم سليم بإنتصار وقعد على مكتبة ومسك مج الكوفي بتاعه... شرب وقال 

" والله لاعلمك الأدب يا امريكي... أنت اصلا بسكوتة ومش هتستحمل قوانيني وهتطفش على بلدك من تاني... استحمل بقا... أنت اللي جبته لنفسك...

بدأ إلهان شغل مع سليم... سليم علّمه كل حاجة وعرّفه النظام الماشي في الشركة... اشتغل إلهان السكرتير الخاص ب سليم... بينظمله مواعيده واجتماعته وملفات المنضمين جديد... كمان هو المسؤول عن الانترڤيو الخاص بالوظيفة... ساعات سليم بيروح بدري ويسيبه لوحده في الشركة يكمل شغله ومش بيسمحله يرجع بيته غير لما يخلص كل اللي عليه... إلهان اخد شغله ده بجد وحب يثبت ل سليم أنه اد المسؤولية ويقدر يشيل رهف في عيونه ويحافظ عليها... كان كل يوم يرجع الساعة 10 بالليل... يستحمى ويكلم رهف ساعتين وينام ولما يحصى يفطر ويلبس ل شغله... كل يوم بنفس النظام... بطل يروح صالة الألعاب كتير زي زمان... مفيش غير يوم الجمعة عنده فاضي... بياخد رهف يتفسحوا أو يشتروا حاجة ناقصة بيتهم... واستمر الكلام ده 6 شهور كاملين... إلهان حَس فيهم أنه خلاص دخل في الجَد وهيبقا مسؤول عن البيت... سليم بيعترف إن إلهان مقصرش في شغله أبدًا وبدأ يستلطفه لما لقيه خايف يخسر اخته وبيعمل المستحيل عشان يكمل... واتصاحبوا هم الاتنين وإلهان بقا جزء رئيسي من الشركة...

' اتأخرت ليه ؟ 

" فيه ملفات بتوع موظفين الشركة كلهم... راجعتهم وحسبت هزود مرتب كل واحد فيهم كام جنيه... ف اخدت وقت جامد... 

' إلهان كان معاك ؟ 

" اكيد طبعا... مش عارف أنا بقول كده ازاي بس إلهان بقا ايدي اليمين... ولو مجاش الشركة كنت هغرق بين الورق النهاردة... بمأمانة طلع شاب يُعتمد عليه فعلا... ده حتى دمه خفيف... 

' سبحان الله !! أنت متأكد إن الكلام ده بتقوله في كامل قواك العقلية ؟ 

" اه... والله طلع كويس... هكذب يعني ؟ 

حطت أيلين ايدها على جبينه وقالت 

' شكلك سخنت... سليم أنت كويس ؟ 

" أنا كويس والله... 

' تتحسد والله... بس تعرف... عجبتني حركة إنك تشغله في الشركة... يعني اهو كِسب خبرة في مجال عمره ما كان يتخيل أنه ينجح فيه... والناحية التانية بقا تحت عينك وايده في ايدك... وبقا حاسس بالمسؤولية وعِرف يعني ايه جواز... يعني مكنتش مفكرة إنك بتحب اختك لدرجة إنك عملت كل ده عشانها وعشانه...

" زي ما محمد بيحبك كده... ده محمد اتصل ڤيديو عليا امبارح... جاي يتخانق معايا لانه لما اتصل عليكي كان صوتك مش كويس... وكان مفكر إن أنا اللي زعلتك وفي الآخر طلعتي متخانقة مع صحبتك وأنا اتبهدلت منه امبارح ظلم... 

ضحكت أيلين وقالت 

' ما هي ضايقتني فعلا... 

" ليه ؟ 

' بتقولي ان فيه واحد متجوز بيحبها وهيتجوزها...

" يلهوي... 

' قولتلها مينفعش كده وحرام انتي كده بتخربي بيته وايه ذنب مراته إن يخو*نها كده... راحت اتخانقت معايا بسبب كده وقالتلي مش عايزة اعرفك تاني... باعتني في لحظة عشانه... عشان كده كنت مضايقة امبارح... 

" شوووف الوا*طية... 

' متشت*مش عليها... 

" بعد اللي عملته فيكي ؟ 

' آه... يعني مش معنى إن صداقتنا انتهت يبقا انسى كل حاجة كانت جميلة ما بينا...

" والله قلبك ده انضف قلب في الدنيا كلها... هي اللي خسرت... خسرت وحدة جميلة زيك... 

' يلا اللي حصل حصل خلاص... 

مال سليم على كتفها وقال 

" هدخل اخد دُش صغنن وراجعلك تاني... 

ابتسمت أيلين وقالت  

' ماشي... خُد راحتك... 

قام سليم وأخد هدوم من الدولاب ودخل الحمام... أيلين فضلت تلف رايحة جاية في الأوضة 

' طب أنا هقوله ازاي ؟ وهبدأ الموضوع ازاي اصلا ؟! أنا بكِش زي الفيران لما يقولي كلمة حلوة ويبصلي بعيونه السُكر دي... بتكسف أوي من نظرته ليا... هقوله ازاي إني بحبه ؟ هو مستني مني الكلمة دي من زمان أوي... وأنا قررت اعترفله وبقالي اسبوعين كاملين مش عارفة اقوله حاجة !! 

قعدت على السرير وقالت 

' أنا محتارة أوي... ( مسكت التليفون وفتحته وكتبت ) كيف اعترف لزوجي أنني احبه ؟... ايه ده ؟! دول فهموني غلط خاالص... أنا مش قصدي قِ*لة الادب اللي ظهرت في نتائج البحث دي... أنا عايزة اتشجع واقوله بحبك... كلمة بس... اوووف... حتى النت ما أفدنيش بحاجة... 

خرج سليم من الحمام وهو بينشف شعره... أيلين قفلت التليفون بسرعة...

" لو بتكلمي حد من صحابك... مش لازم تفصلي عشان دخلت الأوضة... كملي مكالمتك عادي... 

' لا... خلاص... 

" براحتك... 

' هو التيشيرت ده جديد ؟ 

" آه... حلو ؟ 

' ده حلو أوي... 

" حبيبتي... 

' بقولك يا سليم... 

" هااا ؟ 

' هو أنت ازاي بتقول حبيبتي وبحبك بسهولة كده ؟

" عشان أنا بحبك فعلا... عادي... 

' يعني مش بتتكسف وانت بتقولهم ؟ 

" واتكسف ليه ؟ انتي مراتي... ف أكيد مش هتكسف... 

' اممم... 

" ثواني... انتي بتسألي ليه ؟  

' مفيش... مجرد فضول... 

" فضول آه... ( أخد الجاكت وكمل ) طب أنا خارج... 

' ليه خارج ؟ 

" في حجز كورة النهاردة... هروح النادي... 

' بس أنت طول النهار في الشركة وجيت المتأخر كمان ودلوقتي خارج تاني !! 

" عندك مشكلة ؟

' لا... 

بصت للناحية التانية وربعت ايديها زي الأطفال لما بتزعل... سليم عرف انها اضايقت... رمى الجاكت بعيد وقعد جمبها... 

تم نسخ الرابط